الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

حكاية إبداع- الكاتب المصري (محمد حامد) - أجرت الحوار (هنـاء رشاد)


حكاية إبداع
الكاتب المصري- محمد حامد
في هذه الزاوية نُلقي الضوء على كل مُبدع يحمل رسالة هادفة، احترف الكَلِمة وصَاحب القلم، ارتقى بالفكر وأَثّر بالمعنى بكتبه وإسهاماته وكتاباته النورانية ليضيء الدنيا من حوله إحساسا ورُقيا، ارتقاء وعمقاً، معرفةً وتنويراً، وجهراً بالحق والخير والجمال..
·       أجرت الحوار (هنـاء رشـاد)
ضيفنا هو الكاتب المصري (محمد حامد) صاحب الثمانين مؤلفاً كتاباته تتسم بالعمق والرصانة وجمال البلاغة والأسلوب السهل الجاذب.
يقول في مقدمة كتابه (أجمل نساء الأرض) محدثاً الأم والزوجة والأخت والابنة:
إليك أيتها المَجْبولةُ على حُب الجمال.
المفتونة برقة القلوب، المسحورة ببليغ البيان.
المنذورة للعطاء الدائم للصبر والمكَابدة.
يا رفيقة الدمع والجهد.
يا صائغة الحكايا العظيمة.
يا حائكة غزل الحَياء والعِز.
إليكِ
كي لا تغفلي في ازدحام الصخب عن جلل المهمة.
إليكِ
كي لا تشغلك رفاهة الحِس ودعةُ العيش عن فرض الحراسة.
وكي لا تتسلل إلى يقظة القلب سِنة من نعاس الغفلة.
فيحتل اللصوص القلعة.
إليكِ يا حارسة القلعة.
أهدي هذه الخواطر..
·       بدايةً أستاذ – محمد-  عرَّف نفسك لقرَّاء الموقع؟
أنا من مواليد محافظة كفر الشيخ – مصر - في 15/8/1969 حاصل على ليسانس آداب وتربية قسم لغة عربية متزوج ولي من الأولاد أربعة : نور 13 سنة , مالك 10 سنين , تميم 6 سنين , رُها 9 شهور. ربنا يحميهم ويحفظهم.
·       س: منذ متى بدأت الكتابة بشكل احترافي؟
أكتب بشكل احترافي منذ ما يقرب من 10 سنوات.
·  س: كل كاتب له رسالة وهدف من كتاباته منها متعة الكتابة فقط، الشهرة والربح المادي، نشر مباديء معينة وغيرها فماهي رسالتك التي تظهر واضحة في كتاباتك؟
هي المتعة كما ذكرتِ... فأنا أتذكر أن أول عمل كتابي لي كان وأنا عمري 10 سنوات.. قصة قصيرة عن دراجتي. متعة السرد وترتيب الأحداث وربطها ببعض حتى يكتمل العمل متعة لا تعدلها أي متعة أخرى. ولو كانت الشهرة والربح المادي فالكل يعلم أن الكاتب هو الأقل ربحاً في عملية النشر لاسيما في عالمنا العربي.
·  س: القراءة هي الكنز الذي يغترف منه الكاتب أفكاره وحماسته وغيرته ليكون الأفضل فما رصيدها لديك وماذا تقرأ ولمن ؟
مارست فن القراءة منذ الصغر, ومثل باقي الأطفال بدأتُ بمجلة (ميكي وسمير) وبعض روايات أجاثا كريستي.. حتى وصلت للمرحلة الثانوية فبدأت أتجه للكتب الأدبية و أتذكر وأنا في الصف الثاني الثانوي ذهبت واشتريت مقدمة ابن خلدون والكامل في الأدب للمبرد. وهذان الكتابان كانا نواة لمكتبة والحمد لله تجاوزت الآن 5000 كتاب. بين الأدبية والدينية والاجتماعية وبعض كتب التراث. أما ماذا أقرأ ففي البداية كنت أقرأ في تخصصي وهو اللغة والأدب والدراسات الإسلامية, ثم توسعت قراءاتي فشملت كل ما يقع تحت يدي من كتب , فالمعرفة بحر لا ساحل له , والعمر قصير.فما تقرأه اليوم ربما لا تقرأه غدا.
·       س: ماهو مُعلمك الأول وصديق أفكارك ومثلك الذي تمشي على خطاه؟
في الحياة عامة معلمي وصديق أفكاري والمكوّن لها هو أبي رحمة الله عليه, وفي الكتابة يعجبني المنفلوطي والرافعي ومؤخراً محمد المخزنجي.
·  س: كم عدد مؤلفاتك وهل جميعها تصب تحت هدف واحد - الاصلاح مثلا أو التربية أو التوعية - أم هي كتب تحمل أفكار ورؤى مختلفة ؟
أعمالي متنوعة بين التأليف والتحقيق والمشاركة في بعض الأعمال , وتقريبا قد تجاوزت الـ 80 كتاب متباينة فمنها من يحمل هدف معين كما في كتابي ( حماتي أزمة في حياتي ) , ( أين تذهب هذا المساء ) , ومنها ما يسلط الضوء على حدث أو شخصية معينة , كما في كتابي ( الأمير العابد ) حيث أتناول فيه قصة بطل من أبطال الإسلام وهو محمود نور الدين زنكي. فأنا أرى أن الكاتب لابد له من هدف لكتاباته لا لمجرد الكتابة فقط.
س: حدثنا عن كتاب (أجمل نساء الدنيا) الذي استغرقت فيه بوصف الجمال بأنواعه، لماذا اخترت هذا العنوان ولماذا قررت كتابة هذا الكتاب وماهي الفئة المستهدفة هل هي النساء فقط أم الرجال أيضا؟
أجمل نساء الدنيا لم أكن أتوقع أن يلاقي مثل هذا القبول والحمد لله نفدت الطبعة الأولى له في أقل من ثلاثة أشهر... وكان المقصد الأساسي من الكتاب هو الرد على فئة تهتم بالجمال الظاهري وتنجذب له , ولا تدري أن هذا الجمال زائل لا محالة , وإن كنتَ ولابد تبحث عن جمال دائم فلن تجده في الحياة الدنيا بل تجده في الحور العين فقط , ولذا عقدتُ فصلا عن الحور العين في الكتاب وختمت به الكتاب كأني أقول لهم: هذا هو الجمال الحقيقي. فهاهي أجمل نساء الدنيا وقد ذكرت أمثلة كثيرة لجميلات العرب وبعض أوصافهن الفاتنة , لكن بالمقارنة يصبح هذا الجمال مهما بلغ زائل  لا محالة.
·       س: الإلهام هو من يدفع الكاتب إلى الكتابة فماهو مصدر الهامك لتكتب؟
ليس لدي مصدر إلهام بالمعنى المتعارف عليه لدى إخواننا الشعراء أو الروائيين , فمن يمارس  الكتابة الموضوعية أو التخصصية أو البحثية يكون مصدر إلهامه - كما تسميه - هو القضايا المحيطة به , أو رؤيته لبعض تلك الموضوعات المطروحة في المجتمع , وربما أخذ موضوع كتابه من عنوان في جريده , أو أغنية , أو جملة في مقالة قرأها في إحدى الصحف
·  س: كيف تنظر لدور الكاتب وأصحاب الأقلام في النهضة بفكر الأمة العربية وخاصة في هذه الأوقات التي اختلطت الأفكار وكثرت الحيرة والتخبط عند الشباب العربي؟
مع ظهور التقدم التكنولوجي والمعلوماتي الآن أصبح من حق كل أحد أن يكتب ما يشاء فيما يشاء وقتما يشاء ولا رقيب فهو يكتب في فضاء.فهو يكتب ليُقال عنه كاتب , أما محتوى تلك الكتابة فلا شئ يذكر. وهؤلاء الآن كُثُر. فنقول لهم اقرءوا ثم اقرءوا ثم اقرءوا ثم اكتبوا. وفي خضم تلك الأمواج المتلاطمة انجرفت الأقلام الرصينة المؤثرة إلى الشاطئ, حتى أنك لم تكد تراها. فدورهم انحصر في المراقبة والتأمل وأحيانًا بعض النقد.فوجب عليهم الاستنهاض من الكبوة حتى يكونوا في الساحة كما كانوا ولا يدعوا الساحة للمدّعين لا كثّرهم الله.
·       س: ماهي مكانة "النقد" عندك هل تتقبله ويؤثر عليك للأفضل أم لاتلتفت إليه؟
النقد إذا كان من باب ( خالف تعرف ) فلا ألتفتُ له, أما إن كان نقدًا بناءً لا لغرض ولا لهوى فعلى الرحب والسعة , طالما أنه في النهاية لصالح العمل الفني أو الأدبي.
·       س: الأحلام لاتتوقف عند كل طامح ومبدع فماهي أحلامك في الكتابة وهل حققت جزءً منها؟
الأحلام جزء من الكاتب وكل مبدع , فهي  شريان حياته ومصدر قوته الكتابية, والحمد لله قد حققت بعض ما كنتُ أحلم به يوماً ما , فلم يعد لدي أحلام خاصة, لكن حلمي العام الآن هو أن يصل الكتاب لكل فرد في الوطن العربي , فمن العيب أن أمة اقرأ لا تقرأ!!
·       س: وصايا تقولها لكل هاوٍ لديه موهبة ولا يعرف على أي الطرق يخطو أولى خطواته؟
عدم الاستعجال, وإن كانت هي السمة المميزة لهذا العصر بكل ما فيه, ومنهم بلا شك هؤلاء الشباب... ثم الصبر واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك, وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك.