كالعادة تخرج شيرين كل يوم ما بين الساعة السابعة والثامنة مساءً , بعد أن تنهي عمل البيت , تحت وطأة أم مغيبة عن واقع حياة أولادها - وخصوصاً بناتها- , وبين إنشغال والد , كادح , من الصباح وهو واقف في محل الدواجن , الذي يُدر عليه دخلاً لا بأس به , يكفيه بالكاد قوت أولاده الخمسة .
ولأن شيرين - صاحبة الـ 21 ربيعاً- هي الأخت الكبرى , فكان ولا بد ولزاماً عليها , القيام بأعباء البيت , من مسح , وكنس , وطبيخ , وغسيل ملابس على غسالة إيديال متهالكة , قابعة في زاوية البيت , اتخذ من أسفلها العنكبوت بيتاً له , لكنه ليس بواهنٍ وعليها أيضًا الذهاب إلى سوق العاشر لإحضار الخضار - إن كان الأكل اليوم خضار - ؛ وإلا فيمكن استبداله بكشري , أو بصارة , وفي أحسن الأحوال مسقعة .